تعتبر تربية الحمام ذات فائدة تربوية للصغار و الكبار على حد سواء و بممارسة هذه الهواية تدهشك بسرعة روح الألفة و المودة التي تنتشر بين أزواج الحمام التي يسهل بسرعة استئناسها . و يمكن دراسة دورة الحياة كاملة بدأً من البيضة حتى تفقس و خروج الزغاليل و مراقبة الطريقة المثلى التي يتولى بها الأباء ( من الحمام ) العناية بأفراخها و تعهدها بالرعاية و هذا بلا شك يتيح بسهولة و يسر فرصة دراسة كيف يمكن لمخلوق جديد أن يتكاثر و يتناسل للمحافظة على نوعه .
و بما توافق معى أن الاستمتاع الحقيقي الذي تجنيه من تربية الدواجن عموماًَ يأتي أساساً من استئناسها و الإحساس بالألفة و المودة بينك و بينها .. و الواقع أن تربية الحمام بالذات يمكن أن تدخل على صاحبها البهجة و السرور لما فيها من تآلف حميم بينك و بين هذا الطائر الأليف و يكون ذلك بالتعامل معها برفق و لطف و عند الحاجة للإمساك بها فيجب أن يكون ذلك بصبر و أناة وضعاً في اعتبارك مدى رقة و ضعف هذا الكائن الحي ، و إذ عاملتها بلطف و حنان فإنها سريعاً ما تبادلك هذا الود بحب و كلما ازددت منها قرباً كلما بادلتك هذه المشارع الرقيقة و أصبحت في النهاية أليفة مستأنسة و تضع ثقتها كاملة في شخصك الأمين .
الواقع أن المتعة الحقيقية في تربية الحمام تكون في المحافظة عليه و تربيته .. و عندما تألفك أسراب الحمام يمكنك الدخول إلى برج الحمام و بدلاً من الصد و الطيران بعيداً عنك كلما لو كنت عدواً لها فإنها تقبل عليك في دلال و تظل هادئة ساكنة في مكانها و تسمح لك برؤية بيضها و أفراخها لتستمتع لمنظرها و إذا تصادف و إن كان وقت تشريفك للزيارة هو وقت تقديم الطعام فإن أسرابها تتدفق نحوك تنتظر في لهفة ما توجد به يديك من غذاء لها ، و يقول آخر فإنها تنظر إليك نظرة الصديق المخلص صاحب الفضل و تقابل معروفك و إحسانك بالكثير من المتنان و الشكر .
و يكون الاستئناس ناجحاً و موفقاً عندما تتابع زيارة برج الحمام بصفة مستمرة لفحص و معاينة الأعشاش و مراقبة الطيور الراقدة على البيض و ملاجظة الفقس الجديد لتحديد أزواج الحمام التي تصلح لتجميعها معاً لتكوين ( أسرة ) جديدة .. و بوجه عام للتأكد من سير عملية التربية بإنتظام و دراسة مدى التقدم الحادث لكل زوج منها على حدة .
و يحدث أحيانا أن تقوم بشراء حمام جديد و تلاحظ عليه علامات الخوف عند الاقتراب منه و هذا يعني أن المالك السابق له كان جاهلاً بأصول التربية و الرعاية .. و عليك مقابلة الأمر بهدوء و لطف و يكون ذلك بالدخول عليه في هدوء مع الإمتناع نهائياً عن أداء حركات مفاجئة أو سريعة عند تواجدك في عش هذا الحمام الوافد الجديد تدريجياً سوف يألف وجودك و يصبح مستأنساً .
عندما ترغب في زيادة الألفة بينك و بين الحمام بحيث يقبل على تناول الغذاء من يديك .. قدم له الطعام بهدوء و لا تتحرك ثم إلق قليلا من الحبوب بالقرب من مكان تجمع الحمام ، و بعد لحظات سيقبل عليك للتغذية على هذه الحبوب .. قرب المسافة بينك و بين الحمام تدريجياً يوماً بعد يوم و بمرور الأيام تستطيع ان تضع الحبوب في يدك ليأكل منها الحمام
إن هذا الطائر يصعب على أي إنسان أن يبعد بضع خطوات عن مسكنه دون أن يراه محلقاً في الهواء أو متجمعاً في الميادين و الحدائق العامة . أو متواجداً فوق أسطح المباني و المنشآت . فضلاً على ذلك فإن له من الهواة أعداداً لا حصر لها في المجتمعات الإنسانية المتناثرة على سطح الكرة الأرضية . و لذلك تقام العديد من المعارض و الأسواق الخاصة به في شتى أنحاء المعمورة من أجل تبادل المعلومات عن هذا الطائر المبدع بين الهواة من البشر و لقد وصلت قيمة بعض الأنواع النادرة من الحمام ما يفوق ثمن أي سيارة فاخرة .