فى ثمانيات القرن الماضى .. كان يبلغ من العمر 15 سنة .. عندما حدث هذا الموقف مع أحد زملائة فى الفصل .. وبالتحديد بعد أن تم تسلم شهادات الفصل الدراسى الاول .. حيث حقق صاحبنا المركز الثالث عشر على الفصل، طبعا كان شبه راضى بالنتيجة .. قبل أن تكدر صفوة ذاك الرضا .. ضحكة صفراء صادرة من زميلة الذى كان يشاركة طاولة الدراسة .. مستهزئا بالنتيجة .. ولما لا يفعل ذلك .. فقد حقق هو المركز السابع !!.
صاحبنا .. لم يعجبة ردت فعل صديقة المستهزئ بقدراته .. فما كان منه الا أن .. بادرة بتحدى أخذ مركزه فى الفصل الدراسى الثانى .. وعلية أن يبحث له عن مركز أخر (وليكن متقدما عنه .. والا فان لسان صاحبنا لن يرحمة).
قبل أن أنتقل الى ما ألات اليه نتيجة التحدي ... دعوني أعطى نبذة بسيطة عن صاحبنا .. هو شخص ينتمي الى عائلة متوسطة الدخل (ليس بستطاعتة احضار مدرس خصوصى لتدريسه) ... والدية ليسوا من حاملي الشهادات العلمية (مما يعنى أنه يعتمد على نفسة فى الاستذكار) .. بالاضافة الى كل ذلك .. الفصل الدراسى كان يتكون من 30 طالب تقريبا .. 10 منهم مميزين دراسيا!!. .. مما يعنى أن صاحبنا يحتاج الى مضاعفة الجهد الشخصى .. اذا ما أراد كسب التحدي!!؟.
لن أطيل عليكم .. صاحبنا كان على قدر التحدي ... وأستطاع وأد ضحكة زميلة الصفراء فى الفصل الاول .. الى غير رجعة .. فصاحبنا حقق المركز الثامن بجدارة .. كسب فيها أحترام وتقدير الجميع .. طلبه ومدرسين .. بما فيهم صديقة المتحدى ؟!.
ما دعاني لسرد قصتي تلك (قصة حقيقية) .. هى أن هواية الزاجل .. لا تحتاج الى اكثر من روح للتحدى .. وأصرار يتحلى بها هاويها .. ليس أكثر من ذلك .. نعم هناك أسس واساسيات للنجاح .. بدونهما لا يمكن كسب التحدي!!.
ولكن أن يتم التمادي ... بطرح ومناقشة .. بل التعلق بكل ماهو نظرى .. مبنى على بعض التجارب .. تحتمل فى طياتها الصواب والخطأ .. يتم بها جرف أنتباه الهاوي بعيدا عن تلك الاسس والاساسيات .. التى ما اذا ركز عليها الهاوى وتفنن فى تطبيقها بروح التحدى والاصرار .. يستطيع كسب التحدي!!.
أخى الهاوي (صاحب روح التحدي والاصرار) .. أسس الهواية هي: بناء لوفت – حمام جيد – روح هاوي ذات اصرار وقناعة تامة بالفوز ... واخير وليس أخرا .. التخصص!!.
بناء لوفت (حسب امكانياتك المادي) .. فليس بالضرورة التكلف والتعقيد فى التصميم .. كل ما تحتاجه لوفت ذا تهوية صحيحه .. تستطيع السيطرة على التيارات الهوائية .. حتى تضمن درجة حرارة معتدلة/ثابته فيه.
حمام ذا جودة .. وهنا لا تتعب نفسك فى البحث عن سلاله .. شهادة .. وتنظير الاخرين لك .. بسرد المواصفات والنظريات .. قم بالتواصل مع اولئك الذين هم على قمة نتيجة السباقات فى كل موسم .. ليس لطلب شراء أبطالهم .. فالهاوى المحترف .. لن يبيعك أبطاله الحقيقين .. حتى وان أغريته بالمال .. وتأكد من انه متى قرر بيعك بطل من أبطاله .. فهو ليس المفضل لدية .. مهما على شأن ذاك البطل .. فالهاوى المحترف .. يعرف قيمة وجود بطل حقيقى فى لوفته .. خاصتا اذا ما كلل نتائجة وانتصارته فى السباقات .. بأنتاج أبطال!!.
كل ما تحتاجة هو طلب شراء فروخ منه (طبه كاملة.. نصيحه: حاول شراء طبه من أفضل ثلاث متسابقين فى القائمة).. على ان تضعها فى لوفت المطيار .. لا الأنتاج .. فمن تلك الفروخ .. لابد لك أن تنتخب نهاية الموسم المميز منها فقط .. ليكون اساس لك فى المستقبل .. نعم فالمميز بنتائجة وأدائه من يعول علية .. ولاغير!!.
بقيت أنت أخى الهاوى لتكمل تلك الاسس .. فلابد لك معرفة أساسيات النجاح لكي تكون جاهز لخوض غمار التحدي، وأساسيات النجاح .. ليست طلاسم .. أو أسرار حكرا على أبطال الهواية .. وأصحاب الخبرة .. بل هى البساطة فى التعامل مع هذه الطيور .. ومن اولويات تلك الاساسيات .. المحافظة على الصحة العامة للطيور .. والتقيد بالعلاجات الاساسية دون المبالغة والاسفاف فى الاستعمال (لن أخوض فى التفاصيل فقد تطرقت فى مقالات سابقة الى كيفية عمل الكورسات العلاجية الاساسية) ... مهم جدا أعطاء الفرصة للحمام لتقوية جهاز المناعة .. وذلك بأن تترك الفرصة للطيور بعد كورسات الوقاية الاساسيه .. بالعيش بشكل طبيعي .. دون الاكثار من المكملات الغذائية والفيتامينات .. حمام ذا قوة بدنية وجهاز مناعة قوي .. مطلب ينشدة الابطال .. لمعرفتهم قيمة ذلك عندما تحتدم المناسبة فى موسم السباقات.!!!.
بعدها تبدأعملية التدريب .. سواء حول البيت أو بالسيارة من مسافات .. وليس مهم الوصول الى أعلى مسافة .. بل مدى تجاوب الحمام مع التدريب والسرعة فى أنجاز تلك الكيلومترات .. وهذا سر الابطال .. التريث .. وعدم الاستعجال.
بقى دور التحفيز .. وهو بلاشك مهم .. ولك أن تزور أقسام المنتدى لكي تتعرف على ما تم مناقشتة مرات ومرات عن الاساليب المختلفة لطرق التحفيز .. ولكن سر الابطال الحقيقين .. يبقى فى فن مراقبة طيورهم .. وسلوكياتها .. ومنها يتم .. أقتباس بل تطوير طرق التحفيز المتعارف عليها.
أما عن التخصص .. ففي رايي أن أحد أسباب الفشل .. رغبة أغلب الهواة التنافس فى كل المسافات .. وانعدام التخصص .. نحن فى الخليج على سبيل المثال .. نطمع فى طير ينتصر من 100كم الى 1000كم .. وهذا مستحيل .. التخصص جزء من الاحتراف .. وقد يكون الحل فى تنوع السباقات والمنافسه .. و دافع للهواة .. وسبب فى تطوير الهواية، وكوننا شديدى النظر الى أوروبا كونهم محترفي الهواية .. فلنمعن النظر الى هواتهم .. قلة من هم ينافسون فى جميع المسافات ..!!؟.
أحد عيوب عدم التخصص .. وجود حمام من كل السلالات فى نفس اللوفت .. يجعل من تربيتها .. تدريبها .. وحتى طرق السباق بها مختلفه .. لا يتناسب مع المنافسة .. لكل مسافة حمام خاص .. وبالتالي يحتاج الى أساليب أدراة معينة خاصة بكل سلالة .. وما أستغربة .. بعد كل ذلك .. كثرة سؤال الهواة عن أسباب الفشل !!.
أخى الهاوى ذا الهمه العاليه .. صاحب الاصرار .. كل ما قيل وسيقال .. وكل ما يتم شرحه .. وسوف يشرح عن فنون الهواية .. لن تصنع منك بطلا .. لكن خوض التجربة بيدك .. والوقوع فى الاخطاء .. هى طريق نجاحك ... أم التنظير فهى ليست أكثر من فرضيات .. تحمل فى طياتها الصواب والخطأ .. بنية على أمثلة وتجارب سابقة .. نعم أمثلة قد يكون لها دليل على صحتها (كأثبات) .. ولكن بالمقابل ..ستجد نفس العدد اذا لم يكن أكثر من الادله تثبت خطأ نفس تلك الفرضيات ..!!.
تجربة:
احدى شركات الاعلان الامريكية .. همت بعمل اعلان تجاري .. طلبوا احضار لاعب كرة سلة محترف، وفكرة الاعلان أن يقوم اللاعب برمي الكرة تجاه السلة .. على شرط ان يخطأ الهدف (تلك كانت فكرة الاعلان .. أن يخطأ الهدف!!) ... للعلم تم اعادة التصوير 9 مرات ... ليس لخطأ فى التصوير .. ولكن اللاعب كان فى كل مرة يصيب الهدف .. وهو عكس المطلوب .. وعندما سئل عن سبب ذلك .. أجاب: القناعة بالنجاح .. ذاك ما تعلمناه فى تدريباتنا الاصرار على النجاح .. الى أن صار تحقيق الهدف نهاية طبيعية لأي رمية !!؟.
معلومة : - أستوقفنى .. كلام أحد الهواة الابطال .. عندما تكلم عن ردت فعل كثير من الهواة (غالبيتهم جدد) .. من اجاباته (البسيطه) لاسئلتهم فيما يتعلق بطرق العناية وتدريب وتحفيز الحمام .. وكأنهم كانوا ينتظرون منه سرد الخيال !!.