بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع: قهوة من على الحائط
اللهم اسألك رضاك و الجنة و أعوذ بك من سخطك و النار
في رحلة الحياة نصادف الكثير من الاحاديث و الاقاويل, و لكن قليل منهم يرسخ في ذاكرتنا
و يعلمنا درساً لطيفاً و يساعدنا على كشف حقيقة الامور و لعل الذي يؤثر فينا
ليس الا ما نفكر به اساساً و لكنه مرتب بصيغة جميلة و مفرداته جذابة
قام احدهم و نفض الغبار عن عينيه و احاكها و بلورها بطريقة ملفتة للانتباه كي تقوم بدورها بنفض الغبار عن عيوننا.
يقول الراوي: في مدينة البندقية وفي ناحية من نواحيها النائية كنا نحتسي قهوتنا في أحد المطاعم
فجلس إلى جانبنا شخص وقال للنادل إثنان قهوة من فضلك واحد منهما على الحائط
فأحضر النادل له فنجان قهوة وشربه صاحبنا لكنه دفع ثمن فنجانين
وعندما خرج الرجل قام النادل بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها فنجان قهوة واحد وبعده دخل شخصان وطلبا ثلاثة فناجين قهوة واحد منهم على الحائط
فأحضر لهما النادل فنجانين فشرباهما ودفعا ثمن ثلاثة فناجين وخرجا
فما كان من النادل الا أن قام بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها فنجان قهوة واحد
وفي أحد الأيام كنا بالمطعم فدخل شخص يبدو عليه الفقر فقال للنادل فنجان قهوة من على الحائط أحضر له النادل فنجان قهوة فشربه
وخرج من غير أن يدفع ثمنه ذهب النادل بعد خروج الفقير إلى الحائط وأنزل منه واحدة من الأوراق المعلقة ورماها في سلة المهملات
تأثرنا طبعاً لهذا التصرف الرائع من سكان هذه المدينة والتي تعكس واحدة من أرقى أنواع التعاون الإنساني
فما أجمل أن نجد من يفكر بأن هناك أناس لا يملكون ثمن الطعام والشراب ونرى النادل يقوم بدور الوسيط بينهم بسعادة بالغة وبوجه طلق باسم
ونرى المحتاج يدخل المقهى وبدون أن يسأل هل لي بفنجان قهوة بالمجان فبنظرة منه للحائط يعرف أن بإمكانه أن يطلب
من دون أن يعرف من تبرع به لذلك لهذا المقهى مكانه خاصه في قلوب سكان هذه المدينة
انا لا اعرف ان كان هذا القهى موجوداً او لا و لكنه رسم صورة في قلبي و هذه الصورة ليست خيالية
و بشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه لا الله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين