بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى جميع مربين الحمام الزاجل في الوطن العربي وإلى كل من لديه قلب وضمير إنساني
هل من أحد قال اللهم سامحني إذا ظلمت هذه الطير البريء الذي لا يستطيع التعبير عن مشاعره حولك إذا ظلمته أو ضربته أو سبيته لأن والله العظيم نحن نظلم هذا الطير وفي شباب كثر أعرفهم يسبون ويلعنون هذه الطير فإذا كان كذلك فالفضل أن يترك الهواية ولا يستاهل ان يكون هاوي ولكن لا نبالي فيه أحيانا لذلك لا يجوز أن نظلمه شرعا وديناً
فأنا أنصح كل مربي أن يطبع هذه الصفحة ويلصقها في باب لفته لعله يتذكر ويقول (اللهم سامحني إذا ظلمت طيوري) وأنا أترجاجكم غاية الرجاء.
ولما فرغت من هذا البحث رأيت بعضهم أطال فيه فأحببت تلخيص ما زاد به على ما قدمته وإن كان في خلاله شيء مما قدمته قال: الكبيرة الحادية والخمسون الاستطالة على الضعيف والمملوك والجارية والزوجة والدابة ، لأن الله تعالى قد أمر بالإحسان إليهم بقوله تعالى: (وأعبدو الله ولا تشركوا به شيئاً وبالمؤمنين إحسانا وبذي القربى واليتاما والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت إيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخورا).
فالإحسان للوالدين والأقارب بالبر . . . إلى أن قال: ومن أعظم الإساءة على الجارية أو العبد أو الدابة أن تجوعه لقوله (صلى الله عليه وسلم) كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قُوتَه ومن ذلك أن يضرب الدابة ضربا وجيعا أو يحبسها أو لا يقوم بكفايتها أو يُحمّلها فوق طاقتها فقد روي في تفسير قوله تعالى: (وما من دابة في الأرض ولا طير يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربكم تحشرون) قيل ورد في السنة: يؤتى بهم والناس وقوف يوم القيام فيقضى بينهم حتى أنه يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء حتى يقاد للذرة من الذرة ، ثم يقال كونوا ترابا فهناك يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا فهذا من الدليل على القصاص بين البهائم وبينها وبين بني آدم ، حتى الإنسان لو ضرب دابة بغير حق أو جوعها أو عطشها أو كلفها فوق طاقتها فإنها تقتص منه يوم القيامة بنظير ما
ظلمها أو جوعها ، ويدل على ذلك حديث الهرة السابق بطرقه ، وفي الصحيح أنه رأى المرأة معلقة في النار والهرة تخدشها في وجهها وصدرها وتعذبها كما عذبتها في الدنيا بالحبس والجوع وهذا عام في سائر الحيوانات ، وكذلك إذا حملها فوق طاقتها تقتص منه يوم القيامة" لحديث الصحيحين بينما رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها فقالت: إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا للحرث فهذه بقرة أنطقها الله في الدنيا تدافع عن نفسها بأنها لا تؤذى ولا تستعمل في غير ما خلقت له فمن كلفها فوق طاقتها أو ضربها بغير حق ، فيوم القيامة يقتص منه بقدر ضربه وتعذيبه قال أبو سليمان الداراني : ركبت مرة حمارا فضربته مرتين أو ثلاثا فرفع رأسه ونظر إلي وقال: يا أبا سليمان هو القصاص يوم القيامة ، فإن شئت فأقلل وإن شئت فأكثر ، قال: فقلت: لا أضرب شيئا بعده أبدا ، ومر ابن عمر رضي الله عنهما بصبيان من قريش قد نصبوا طائرا وهم يرمونه وقد جعلوا لصاحبه كل خاطئة من نبلهم ، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا فقال ابن عمر : من فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا أي هدفا يرمي إليه ونهى صلى الله عليه وسلم "أن تصبر البهائم أي تحبس للقتل ، ثم ساق حديث ابن مسعود في قصة الحمّرة وفرخيها وأنه رأى قرية نمل قد حرقت فقال: "إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رَبُّ النار وأنه فيه النهي عن التعذيب بالنار .
وذكر ابن رجب : رحمه الله تعالى حديث أبي يعلى " شداد بن أوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته وليُرِح ذبيحته . . رواه مسلم . ثم أخذ في الكلام عنه وشرحه إلى أن قال: وظاهره يقتضي أنه كتب على كل مخلوق الإحسان ، فيكون كل شيء أو كل مخلوق هو المكتوب عليه ، والمكتوب هو الإحسان ، وقيل: إن المعنى أن الله كتب الإحسان إلى كل شيء أو في كل شيء
أو كتب الإحسان في الولاية على كل شيء فيكون المكتوب عليه غير مذكور وإنما المذكور المحسن إليه ، ولفظ الكتابة يقتضي الوجوب عند أكثر الفقهاء والأصوليين خلافا لبعضهم ، وإنما استعمال لفظة الكتابة في القرآن فيما هو واجب حتم . . وأخذ رحمه الله في التفصيلات الأصولية إلى أن قال: وحينئذ فهذا الحديث نص في وجوب الإحسان ، وقد أمر الله تعالى به فقال: وقال: ثم قال: وهذا الحديث يدل على وجوب الإحسان في كل شيء من الأعمال لكن إحسان كل شيء بحسبه . . إلى أن قال:
والإحسان الواجب في معاملة الخلق ومعاشرتهم ، القيام بما أوجب الله من حقوق ذلك الواجب في ولاية الخلق وسياستهم القيام بواجبات الولاية كلها . . والإحسان في قتل ما يجوز قتله من الناس والدواب - إزهاق نفسه على أسرع الوجوه وأسهلها وأرجاها من غير زيادة في التعذيب فإنه إيلام لا حاجة إليه .
أو كتب الإحسان في الولاية على كل شيء فيكون المكتوب عليه غير مذكور وإنما المذكور المحسن إليه ، ولفظ الكتابة يقتضي الوجوب عند أكثر الفقهاء والأصوليين خلافا لبعضهم ، وإنما استعمال لفظة الكتابة في القرآن فيما هو واجب حتم . . وأخذ رحمه الله في التفصيلات الأصولية إلى أن قال: وحينئذ فهذا الحديث نص في وجوب الإحسان ، وقد أمر الله تعالى به فقال: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) وقال ,(وأحسنو إن الله يحب المحسنين( ثم قال: وهذا الحديث يدل على وجوب الإحسان في كل شيء من الأعمال لكن إحسان كل شيء بحسبه . . إلى أن قال:
والإحسان الواجب في معاملة الخلق ومعاشرتهم ، القيام بما أوجب الله من حقوق ذلك الواجب في ولاية الخلق وسياستهم القيام بواجبات الولاية كلها . . والإحسان في قتل ما يجوز قتله من الناس والدواب - إزهاق نفسه على أسرع الوجوه وأسهلها وأرجاها من غير زيادة في التعذيب فإنه إيلام لا حاجة إليه .
أخوكم الهاوي عبدالناصر فاضل