السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن نستعد للقاء ليله عظيمه ولها اجر عظيم ولها اجر كبير
تسميتها:
قيل سُمِّيت بذلك من القدر بمعنى القضاء، لأنّها الليلة التي يحكم الله فيها ويقضي بما يكون في السنة بأجمعها، والقدر في اللغة كون الشيء مساوياً لغيره من غير زيادة ولا نقصان، وقدر الله هذا الأمر يقدره قدراً، إذا جعله على مقدار ما تدعو إليه الحكمة.
روي عن الإمام الرضا (ع) في قوله تعالى: (فيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمرٍ حكيمٍ) ويُقدّر فيها ما يكون في السنةِ من خير أو شرّ أو مضرّةٍ أو منفعةٍ أو رزقٍ أو أجلٍ ولذلك سمِّيت ليلةُ القدرِ.
وقيل من القدر: بمعنى الشرف والحظّ وعظيم الشأن، من قوله تعالى (ما قدروا الله حقّ قدره) أي ما عظمه حق تعظيمه، وذلك بشرفها وعظم شأنها، أو لأنّ للطاعات فيها قدراً عظيماً وثواباً جزيلاً، أو لأنّه أنزل فيها كتاب ذو قدر إلى رسول ذي قدر.
- فضلها:
1- حسبك في فضلها انّ الله تعالى أنزل في حقها سورة تُتلى.
2- أنزل فيها القرآن: (إنّا أنزلناهُ في ليلةِ القدرِ).
3- هي الليلة المباركة: (إنّا أنزلناهُ في ليلةٍ مبارَكةٍ) لأنّ الله تعالى ينزل فيها الخير والبركة والمغفرة.
4- (يفرقُ فيها كلُّ أمرٍ حكيمٍ) يقدِّر فيها الله ما يكون في السنة على مقدار ما تدعو إليه الحكمة.
5- بيان عظيم خطرها وحرمتها وفضلها وشرفها وشأنها (وما أدراك ما ليلةُ القدرِ).
6- الحث على العبادة فيها وبيّن خطرها وحرمتها بقوله تعالى: (ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهرٍ).
7- ما روي عن النبي (ص): "إنّ اللهَ اختارَ من الأيّامِ يومَ الجمعةِ، ومن الشّهورِ شهرَ رمضان، ومن اللّيالي ليلةَ القدرِ".
8- عن الإمامين الباقر والصادق (ع): "إنّ العملَ الصّالحَ فيها خيرٌ من العملِ الصّالحِ في ألفِ شهرٍ ليس فيها ليلةُ القدرِ".
9- عن الإمام الرضا (ع): "إذا كانتْ ليلةُ القدرِ غفرَ اللهُ كمثْلِ ما غفرَ في رجب وشعبان وشهرِ رمضان".
10- عن الإمام الصادق (ع): "في أنّ يومَها مثلها في الفضل، قال: ليلةُ القدرِ في كل سنةٍ ويومها مثلُ ليلتها".
- حَصْرها:
1- عن النبي (ص): "إلتمسوها في العشرِ الأخيرِ والتمسوها في كل وترٍ". وعن علي (ع): "كان النّبي إذا دخلَ العشرَ الأخيرَ شدّ المئزرَ واجتنبَ النِّساءَ وأحيا اللّيلَ وتفرّغَ للعبادةِ".
2- سئل الصادق (ع) عن ليلة القدر فقال: "اطلّبها في تسعة عشر، وإحدى وعشرين، وثلاث وعشرين".
3- عن الإمامين الباقر والصادق (ع): "ليلة تسع عشرة يكتبُ فيها وفدُ الحاج وفيها يفرقُ كلّ أمرٍ حكيمٍ".
4- قال الإمام الصادق (ع): "التمسها في ليلةِ إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين". وسأل زرارة الإمام الباقر (ع) عن ليلةَ القدرِ فقال: "هي ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين، فقال: أليس انّما هي ليلة؟ فقال: بلى، قال فاخبرني بها، فقال: ما عليك أن تفعلَ خيراً في ليلتين.
5- قال الصدوق (رض): "اتّفقَ مشايخُنا على أنّها ليلةُ ثلاث وعشرين، وعن الصادق (ع) إنّ المعتمد عليه ثلاث وعشرون، وعن ضمره الأنصاري عن أبيه أنّه سمع رسولَ اللهِ (ص) يقول: ليلةُ القدرِ ثلاث وعشرون".
وقيل للإمام الصادق (ع): "الأرزاق تُقسم ليلةَ ليلةَ النصفِ من شعبان، فقال: لا واللهِ ما ذلك إلّا في ليلةِ تسع عشرة من شهرِ رمضان وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين، فإنّ في ليلة تسع عشرة يلتقي الجمعان، وفي ليلة إحدى وعشرين يفرقُ كلُّ أمرٍ حكيم، وفي ليلة ثلاث وعشرين يمضي ما أرادَ اللهُ عزّ وجلّ من ذلك وهي ليلةُ القدرِ التي قال الله عزّ وجلّ (خيرٌ من ألفِ شهرٍ".
- علاماتها:
عن الإمامين الباقر والصادق (ع) قال: "علامتها أن يطيبَ ريحُها، وان كان في بردٍ دفئتْ، وان كان في حرٍّ بردتْ، جاء عن النّبي (ص): انّها ليلةٌ سمحةٌ لا حارّةٌ ولا باردةٌ، تطلعُ الشمسُ في صبيحتها ليس لها شعاعٌ".
- إحياؤها:
في مصباح الكفعمي:
"ليالي الإحياء سبعة: ليلتا الفطرِ والأضحى وليلةُ النصفِ من شعبان وأوّلُ ليلةِ من رجب والمحرّمِ، وليلةُ عاشوراءَ وليلةُ القدرِ".
يُستحب إحياء ليلةِ القدرِ بالصلاةِ والذكرِ والدعاءِ وتلاوة القرآن والإستغفارِ وطلب الجنةِ والتعوذِ من النارِ واستدفاعِ الشرور والآفاتِ وطلبِ سعةِ الرزقِ وطولِ العمرِ وخير الدنيا والآخرةِ والإستعاذةِ من شرِ الدنيا والآخرةِ له ولوالديه ولمَن يحبُ.
روي عن الإمام الباقر (ع):
"مَن أحيا ليلةَ ثلاث وعشرين من شهر رمضان وصلّى فيها مائةَ ركعةٍ وسعَ اللهُ عليه معيشتَه في الدنيا وكفاهُ أمرَ مَن يعاديه وأغاثَه من الغرقِ والهدمِ والشرقِ، ومن شرّ السباعِ، ورفعَ عنه هولَ منكرٍ ونكيرٍ، وخَرجَ مِن قبرِهِ ونوره يتلألأُ لأهلِ الجّمْعِ، ويعطى كتابهُ بيمينه، ويكتب له براءة من النارِ وأمام من العذابِ، ويدخلُ الجنةَ بغيرِ حساب، ويجعلُ فيها من رفقاءِ النبِّيين والصدِّقين والشّهداءِ والصّالحين وحسن أولئك رفيقاً".
تقبل الله من الجميع