فلاح العراقي
08-17-2013, 07:02 PM
منقول
اسمها شير امي (Cher Ami) .. حمامة زاجل جميلة ورشيقة .. تبرع بها
بعض مربي الحمام الانجليز لترافق القوات الأمريكية في فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى .. شير امي شاركت في نقل العديد من الرسائل المهمة والخطيرة خلال وجودها في فرنسا. وفي 3 اكتوبر عام 1918 انتهى بها المطاف مع 500 جندي هزموا خلال معركة أرغون وحوصروا في منخفض بجانب احد التلال خلف خطوط العدو. الجنود المحاصرين ظلوا تحت رحمة النيران الألمانية من دون ماء أو طعام .. وزاد من بؤسهم وسوء حالهم قيام مدفعية أصدقائهم الحلفاء بقصفهم من دون قصد لعدم معرفتهم بوجودهم أحياء خلف خطوط العدو، وبنهاية اليوم الثاني لم يكن قد تبقى من الجنود المحاصرين سوى 198 رجل.
الجنود كانوا مطوقين من جميع الجهات، وكان السبيل الوحيد لطلب النجدة يتمثل في ثلاث حمامات زاجل كانت برفقة الرجال اليائسين في ذلك المنخفض الرهيب. وأخيرا قرروا إرسال الحمام، أطلقوا الحمامة الأولى مع رسالة تقول :
"نحن محاصرون بجانب الطريق 276.4. ومدفعيتنا تصب وابل من النيران فوق رؤوسنا مباشرة .. بحق السماء .. توقفوا!".
الألمان شاهدوا الحمامة الأولى وهي تحلق فرشقوها بوابل كثيف من النيران وأسقطوها، فأرسل الجنود الحمامة الثانية ولم يكن حالها أفضل من سابقتها حيث أسقطها الألمان على الفور، ولم يتبقى لدى الجنود سوى حمامة واحدة هي شير امي، أرسلوها وكل آمالهم بالنجاة معلقة بخيط رفيع مربوط إلى ساقها. وما أن رفرفت شير امي بجناحيها حتى أمطرها الألمان بزخات كثيفة من الرصاص، لكن شير امي طارت برشاقة كبيرة وهي تلاعب وتسابق الموت مع كل رفة جناح، ولسوء الحظ أصابتها رصاصة أسقطتها أرضا مضرجة بالدماء .. فسقطت معها آمال الجنود المحاصرين وانفجر بعض بالبكاء بيأس بعد أن أيقنوا بالموت والتلف ..
لكن
ما هذا ؟ .. يا الله! .. شير امي تنهض عن الأرض .. تزحف .. تترنح .. ثم تفتح جناحيها وتطير مجددا ..
وبعد 65 دقيقة وصلت شير امي إلى مقر قوات الحلفاء الواقع على بعد 20 ميل .. هناك في المقر لم يصدق الجنود كيف طارت هذه الحمامة كل هذه المسافة .. كانت جسدها مغطى بالدماء .. كانت هناك رصاصة أصابت صدرها .. ورصاصة أخرى جرحت رأسها وأطاحت بإحدى عينيها .. أما ساقها التي تحمل الرسالة فكانت مقطوعة ومتدلية عن الجسد بواسطة خيط رفيع من الجلد ..
كيف طارت هذه الحمامة 20 ميلا ؟!! .. لا أحد يعلم سوى الله .. لكن المهم هو أن شير امي أنجزت مهمتها بنجاح وجرى إنقاذ جميع الرجال المحاصرين.
شير امي نقلت على متن سفينة خاصة إلى الولايات المتحدة حيث نالت عدة أوسمة شجاعة رفيعة من قبل الفرنسيين والانجليز والأمريكان وذلك لمساهمتها في إنقاذ أرواح مئات الرجال. وكانت هناك ضجة إعلامية كبيرة حولها عندما وصلت إلى الولايات المتحدة في نهاية عام 1918، وقد شارك في معالجتها فريق كامل ومتخصص من الأطباء، أجروا لها عدة عمليات جراحية، لكن الحمامة الجميلة ماتت بعد أشهر قليلة متأثرة بجراحها، فجرى تحنيطها وعرضها في بهو المشاهير في متحف الزاجل الطيار ثم نقلت لاحقا لتعرض في المتحف الوطني الأمريكي للتاريخ.
شير امي كانت كبيرة في العشرينات والثلاثينات من القرن المنصرم إلى درجة أن جميع أطفال المدارس كانوا يعرفون قصتها، كان المعلمين يحدثون الأطفال عن شجاعتها كما يتحدثون عن قصص الأبطال من البشر.
أخيشرا نسيت أن أخبركم .. إن شير امي معناها بالفرنسية "الصديق العزيز" .. وقد كانت شير امي أسما على مسمى بكل معنى الكلمة ..
اسمها شير امي (Cher Ami) .. حمامة زاجل جميلة ورشيقة .. تبرع بها
بعض مربي الحمام الانجليز لترافق القوات الأمريكية في فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى .. شير امي شاركت في نقل العديد من الرسائل المهمة والخطيرة خلال وجودها في فرنسا. وفي 3 اكتوبر عام 1918 انتهى بها المطاف مع 500 جندي هزموا خلال معركة أرغون وحوصروا في منخفض بجانب احد التلال خلف خطوط العدو. الجنود المحاصرين ظلوا تحت رحمة النيران الألمانية من دون ماء أو طعام .. وزاد من بؤسهم وسوء حالهم قيام مدفعية أصدقائهم الحلفاء بقصفهم من دون قصد لعدم معرفتهم بوجودهم أحياء خلف خطوط العدو، وبنهاية اليوم الثاني لم يكن قد تبقى من الجنود المحاصرين سوى 198 رجل.
الجنود كانوا مطوقين من جميع الجهات، وكان السبيل الوحيد لطلب النجدة يتمثل في ثلاث حمامات زاجل كانت برفقة الرجال اليائسين في ذلك المنخفض الرهيب. وأخيرا قرروا إرسال الحمام، أطلقوا الحمامة الأولى مع رسالة تقول :
"نحن محاصرون بجانب الطريق 276.4. ومدفعيتنا تصب وابل من النيران فوق رؤوسنا مباشرة .. بحق السماء .. توقفوا!".
الألمان شاهدوا الحمامة الأولى وهي تحلق فرشقوها بوابل كثيف من النيران وأسقطوها، فأرسل الجنود الحمامة الثانية ولم يكن حالها أفضل من سابقتها حيث أسقطها الألمان على الفور، ولم يتبقى لدى الجنود سوى حمامة واحدة هي شير امي، أرسلوها وكل آمالهم بالنجاة معلقة بخيط رفيع مربوط إلى ساقها. وما أن رفرفت شير امي بجناحيها حتى أمطرها الألمان بزخات كثيفة من الرصاص، لكن شير امي طارت برشاقة كبيرة وهي تلاعب وتسابق الموت مع كل رفة جناح، ولسوء الحظ أصابتها رصاصة أسقطتها أرضا مضرجة بالدماء .. فسقطت معها آمال الجنود المحاصرين وانفجر بعض بالبكاء بيأس بعد أن أيقنوا بالموت والتلف ..
لكن
ما هذا ؟ .. يا الله! .. شير امي تنهض عن الأرض .. تزحف .. تترنح .. ثم تفتح جناحيها وتطير مجددا ..
وبعد 65 دقيقة وصلت شير امي إلى مقر قوات الحلفاء الواقع على بعد 20 ميل .. هناك في المقر لم يصدق الجنود كيف طارت هذه الحمامة كل هذه المسافة .. كانت جسدها مغطى بالدماء .. كانت هناك رصاصة أصابت صدرها .. ورصاصة أخرى جرحت رأسها وأطاحت بإحدى عينيها .. أما ساقها التي تحمل الرسالة فكانت مقطوعة ومتدلية عن الجسد بواسطة خيط رفيع من الجلد ..
كيف طارت هذه الحمامة 20 ميلا ؟!! .. لا أحد يعلم سوى الله .. لكن المهم هو أن شير امي أنجزت مهمتها بنجاح وجرى إنقاذ جميع الرجال المحاصرين.
شير امي نقلت على متن سفينة خاصة إلى الولايات المتحدة حيث نالت عدة أوسمة شجاعة رفيعة من قبل الفرنسيين والانجليز والأمريكان وذلك لمساهمتها في إنقاذ أرواح مئات الرجال. وكانت هناك ضجة إعلامية كبيرة حولها عندما وصلت إلى الولايات المتحدة في نهاية عام 1918، وقد شارك في معالجتها فريق كامل ومتخصص من الأطباء، أجروا لها عدة عمليات جراحية، لكن الحمامة الجميلة ماتت بعد أشهر قليلة متأثرة بجراحها، فجرى تحنيطها وعرضها في بهو المشاهير في متحف الزاجل الطيار ثم نقلت لاحقا لتعرض في المتحف الوطني الأمريكي للتاريخ.
شير امي كانت كبيرة في العشرينات والثلاثينات من القرن المنصرم إلى درجة أن جميع أطفال المدارس كانوا يعرفون قصتها، كان المعلمين يحدثون الأطفال عن شجاعتها كما يتحدثون عن قصص الأبطال من البشر.
أخيشرا نسيت أن أخبركم .. إن شير امي معناها بالفرنسية "الصديق العزيز" .. وقد كانت شير امي أسما على مسمى بكل معنى الكلمة ..